انثى المستحيل مشرف
عدد المساهمات : 50 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
| موضوع: لكل زوجه أب...قصه حقيقيه السبت أبريل 10, 2010 12:51 pm | |
| قصة حقيقة حدثت بالفعل ووجدت لها عناويين كثيرة ولكن بعد أن وزنتها جميعاً وجدت أثقلها وأروعها وأحسنها هذا العنوان فهيا معاً وقصة جديدة وحدث بالفعل .
( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) الرحمن: ٦٠
كانت ترى الدنيا من حولها حديقة غناء تحوى بداخلها أزهاراً متفتحة ووروداً مبهجة وتسمع فيها زقزقات العصافير وأصوات الكناريا .
كانت لا تعرف معنى غير السعادة ولا مضموناً غير الرضا والسكينة ولا ترى غاية فى الحياة إلا فى رضى رب العباد ثم رضى زوجها والذى أخلصت له كأحسن ما يكون الإخلاص والتفانى .
ومرت الأيام وتوالت السنون وهى لا تشعر بمرورها من روعة ما كانت تشعره من سعادة ورضا عن كل شئ.
وأفاقت من حلمها الجميل على أشواك كانت فى الزهور لم تشعر بها يوماً على الرغم من وجودها ولكننا عندما نعيش السعادة نرى الجمال كله وعندما نعيش التعاسة يتحول الجمال إلا اطلال يئن بأصوات الخراب .
أفاقت على زوجها الذى أخبرها انه لابد من الإنفصال لأنه يريد الذرية والولد وهى وعلى حسب ما قاله الأطباء لن تستطيع تحقيق رغبته وهل هى من تملك العطاء أو المنع ؟؟! وهل هى من يتحكم فى زمام الأمور ؟؟!
لا والله ماهى إلا مثلنا جميعاً فقيرة ذليلة ترجو رحمة ربها وعطاء ربها ولكنه الله جل فى علاه " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " توسلت إليه بألا يطلقها ويتزوج كما يحلو لها فالإمكانيات تسمح والحمد لله وهى لا تريد هذه الوصمة التى تشوه لقب أى امرأة ولكنه أصر وقام بالتنفيذ وفى يوم وليلة تبدل الحال ولكنها صبرت واحتسبت وفوضت الأمر كله للذى لا يغفل ولا ينام وتوجهت إليه بالدعاء أن يخلف عليها خير مما سبق .
وما هى إلا شهور قليلة وتقدم إليها رجل أرمل توفيت زوجته وتركت له ولدين صغيرين .
واستخارت ربها فيسر الله لها الأمور ووجدت القبول يتسلل إلى قلبها وعقلها فاستعانت بالله وتوكلت عليه وعزمت على أن تتقى الله فى الولدين وأخلصت النية .
وبدأت حياتها الجديدة وليس لها هم فى الحياة إلا أن تكتسب حب وثقة الولدين ويوماً بعد يوم كانت هى الأم الحقيقة لهم لا يعرف والدهما عنهما ما تعرفه هى من الأطعمة التى يفضلون والملابس التى تناسب كلا منهما والعادات والطباع .
حتى المدرسة كانت تصر دائماً على أنت تكون معهم فى رحلة الذهاب والعودة أما عن الولدين فلم أجد أشد وأرق من هذا الموقف حتى تتخيلوا معى مقدار الحب الذى تنامى فى قلوبهما تجاه هذه الأخت الفاضلة .
فى يوم من الأيام كانت تعد الملابس لوضعها فى الغسالة وفوجئت بورقة صغيرة فى جيب أحد الولدين كتب فيها عبارة " ياريت ماما فلانة كانت ماما من زمان " وساعتها عرفت أن الله منحها بدلاً من الولد ولدين وجازاها بالإحسان إحسانا وأعطاها زوجاً مخلصاً قدر لها المعروف ووضعها فى عينيه وأصبح همه الوحيد فى الحياة هو إسعادها .
إخوانى وأخواتى الكرام هذا هو عطاء ربك "كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً " الإسراء(20).
الإخوة والأخوات الكرام هذه النماذج الصادقة ما زالت فى حياتنا عاشت بالرضا ورضيت فأرضاها الله عطفت على اليتيم ولم تتخلى عنه ولم تكن له أبداً زوجة أب ولكنها كانت أم وليست كأى أم بل هى أم مخلصة فكم من أم حقيقة لم ترعى اولادها ولم تمنحهم الحب والعطف. | |
|